تُعد جلسات فلورايد الأسنان من الإجراءات الوقائية المهمة التي يعتمد عليها أطباء الأسنان حول العالم للحد من الإصابة بتسوس الأسنان و تعزيز العناية بالأسنان عند الأطفال و البالغين. و على الرغم من توفر الفلورايد في العديد من المنتجات اليومية مثل معجون الأسنان و غسول الفم، فإن جلسات الفلورايد الاحترافية تُقدَّم بتركيز أعلى و تحت إشراف متخصص، ما يجعلها أكثر فاعلية خصوصًا لمن هم عرضة لحدوث التسوس.
سواءً كنت تهتم بأسنان طفلك أو ترغب في تقوية مينا أسنانك، فإن جلسة الفلورايد قد تكون خيارك الأمثل، خاصة مع تطور أنواع الفلورايد المستخدمة في السنوات الأخيرة.
ما هو فلورايد الأسنان؟
الفلورايد هو معدن طبيعي موجود في الماء و التربة و بعض أنواع الطعام. يُستخدم في مجال طب الأسنان لمساهمته الفعالة في مقاومة تسوس الاسنان و تقوية بنية السن. توصي جمعية طب الأسنان الأمريكية ADA باستخدام الفلورايد بانتظام، سواء من خلال مصادر خارجية مثل معجون الاسنان أو من خلال الجلسات الموضعية في العيادات.
عند استخدام الفلورايد، سواء عبر الجلسات أو معجون الأسنان الذي يحتوي على الفلورايد، فإنه يخترق الطبقة الخارجية للأسنان، و يعمل على إعادة تمعدن البقع الضعيفة في مينا الأسنان. هذا بدوره يُقلل من خطر الإصابة بتسوس الأسنان، كما أن الفلورايد يُقلل من نشاط البكتيريا المسببة للتسوس داخل الفم.
فوائد جلسات فلورايد الأسنان
- تقليل حساسية الأسنان: يساعد الفلورايد على سد القنوات الصغيرة في مينا الاسنان التي تؤدي إلى العصب، مما يُخفف من الشعور بالألم عند تناول المشروبات الباردة أو الساخنة.
- إصلاح التلف المبكر للمينا: يمكن للفلورايد أن يُعيد المعادن المفقودة من المينا في مراحل تسوس الاسنان المبكرة، و بالتالي يمنع تطور التسوس إلى مراحل متقدمة تتطلب حفر أو حشو.
- حماية من تسوس اسنان الجذور (للبالغين): مع التقدم في العمر، قد يحدث تراجع في اللثة، مما يكشف عن جذور الأسنان و يجعلها أكثر عرضة للتسوس. جلسات الفلورايد تساهم في حماية تلك المناطق الحساسة.
- تقوية الأسنان اللبنية و الدائمة: جلسات الفلورايد للأطفال تُعد وسيلة وقائية أساسية في مرحلة التكوين، حيث يقوي مينا الأسنان اللبنية و يُهيئ البيئة المناسبة لنمو أسنان دائمة أكثر مقاومة للتسوس.
- تأخير الحاجة إلى أعمال الأسنان باهظة الثمن.
- تقليل مقدار الوقت و المال الذي يتعين على الشخص إنفاقه عند طبيب الأسنان.
- منع أمراض اللثة الناتجة عن سوء حالة الفم.
يمكن أن تحسن علاجات الفلوريد صحة الفم، و التي، وفقًا لـ منظمة الصحة العالمية (WHO) هو مؤشر رئيسي للصحة العامة، بصياغة اخرى للجملة يمكن أن تتسبب صحة الفم السيئة في مجموعة من الحالات الصحية الأخرى، بما في ذلك أمراض القلب و الأوعية الدموية.
أحدث أنواع جلسات فلورايد الأسنان
مع تطور علم طب الأسنان الوقائي، ظهرت أنواع متعددة من جلسات الفلورايد، تختلف في التركيب و طريقة التطبيق و سرعة الامتصاص و مدى الفعالية. فيما يلي أبرز هذه الأنواع و أحدثها:
1. ورنيش الفلورايد (Fluoride Varnish):
يُعد ورنيش الفلورايد من أكثر الأنواع شيوعًا و حداثةً، و قد تم اعتماده من قبل هيئات طبية عالمية مثل ADA. يأتي على شكل طبقة لزجة تُدهن مباشرة على سطح الأسنان، و يجف بسرعة بفعل اللعاب دون الحاجة للمضمضة.
مميزاته:
- يبقى على الأسنان لفترة طويلة، مما يسمح بامتصاص تدريجي للفلورايد.
- مناسب جدًا للأطفال، و خصوصًا لمن هم دون سن 6 سنوات.
- يقلل من خطر بلع الفلورايد أثناء الجلسة.
- فعّال في منع تسوسات الأسنان و تقوية مينا الأسنان.
2. الفلورايد الذكي (Smart Fluoride Systems):
يُستخدم فيه نوع متطور من الفلورايد مدموج بجزيئات دقيقة تطلق المعادن (كالفلورايد و الكالسيوم و الفوسفات) ببطء و على مراحل. يُعد خيارًا مثاليًا للمرضى المعرضين لفقدان المعادن من المينا بسبب الأحماض أو ضعف في التمعدن.
فوائده:
- يوفر حماية طويلة الأمد.
- يعزز إعادة تمعدن المينا بشكل تدريجي.
- يُستخدم بشكل خاص في الحالات المزمنة لتسوس الأسنان أو الحساسية.
3. الفلورايد مع الكالسيوم و الفوسفات (Calcium Phosphate Fluoride Formulations):
يتم دمج الفلورايد مع مركبات الكالسيوم و الفوسفات لإنشاء تركيبة أقوى و أكثر قدرة على تقوية مينا الأسنان. هذه التركيبة تُعرف باسم CPP-ACP، و هي فعّالة في استعادة المعادن المفقودة من المينا.
مميزات هذه التقنية:
- مناسبة للمرضى بعد جلسات تنظيف أسنان عميق أو إزالة جير الاسنان.
- تُستخدم بعد جلسات تبييض الأسنان لتقليل الحساسية و تعويض المعادن.
- تُعتبر مثالية للأطفال ذوي المينا الضعيفة.
4. الفلورايد بالليزر (Laser-Enhanced Fluoride Therapy):
تقنية متطورة يتم فيها استخدام الليزر لتحسين نفاذ الفلورايد إلى عمق المينا. يُطبّق الفلورايد أولًا على الأسنان، ثم يُسلّط ضوء ليزر منخفض الشدة لفتح المسام الدقيقة في المينا.
مميزاته:
- امتصاص أعلى بنسبة تصل إلى 30% مقارنة بالأنواع التقليدية.
- يُستخدم في حالات تآكل المينا أو زيادة الحساسية.
- مناسب للبالغين الذين يعانون من تسوس الجذور.
5. جل الفلورايد عالي التركيز (High-Concentration Fluoride Gel):
يُطبّق باستخدام قطعة بلاستيكية توضع داخل الفم لمدة 1–4 دقائق، و عادةً يُستخدم لدى البالغين أو الأطفال الأكبر سنًا. يحتوي على تركيز عالٍ من الفلورايد مقارنةً بمعجون الأسنان.
يُستخدم في الحالات التالية:
- مرضى تقويم الأسنان (الذين يكونون أكثر عرضة للتسوس).
- بعد إزالة التكلسات أو التآكل الحمضي للأسنان.
- للمصابين بجفاف الفم أو كبار السن.
6. رغوة الفلورايد (Fluoride Foam):
خيار مثالي للأطفال، إذ يتم توزيع الرغوة في صينية خاصة، ما يجعلها ممتعة و أقل إزعاجًا. تحتوي على تركيز مخفف نسبيًا، مما يجعلها آمنة جدًا للأطفال دون سن 6 سنوات عند استخدام الكميات المناسبة بحجم حبة البازلاء.
مزاياها:
- تغطي كامل سطح الأسنان بطريقة متساوية.
- سهلة التطبيق في عيادات طب أسنان الأطفال.
- فعالة في تحفيز الأطفال على تقبل العلاج.
7. فلورايد سائل مُصمم للمضمضة (Professionally Applied Rinse):
يُستخدم في بعض الحالات الخاصة، حيث يُعطى المريض محلول فلورايد مركز يتم التغرغر به لفترة محددة.
هذه الطريقة نادرة نسبيًا، و تُستخدم فقط تحت إشراف دقيق من طبيب الاسنان.
خطوات جلسة الفلورايد النموذجية
تنظيف الأسنان احترافياً: يبدأ طبيب الأسنان بتنظيف الأسنان لإزالة أي ترسبات أو بقايا طعام قد تعيق امتصاص الفلورايد.
تجفيف الأسنان: بعد التنظيف، يتم تجفيف الأسنان بلطف لتجهيزها لتطبيق مادة الفلورايد.
تطبيق الفلورايد: يُستخدم جل، رغوة أو ورنيش فلورايد و يُوزَّع على الأسنان، غالبًا بحجم حبة البازلاء فقط لكل تطبيق، حسب العمر و الحالة.
الانتظار 4–5 دقائق: يُطلب من المريض الانتظار دون بلع أو مضمضة لتفعيل تأثير الفلورايد على المينا.
إزالة الفلورايد الزائد: بعد انقضاء الوقت، يُزال الفائض، و يُعطى المريض تعليمات للعناية ما بعد الجلسة.
نصائح ما بعد الجلسة
- لا تأكل أو تشرب لمدة 30 دقيقة بعد الجلسة لضمان امتصاص الفلورايد بشكل كامل.
- تجنب الأطعمة و المشروبات الحمضية لمدة 24 ساعة مثل العصائر الحمضية و المشروبات الغازية.
- واظب على استخدام معجون أسنان يحتوي على الفلورايد بشكل يومي، مع تطبيق الكمية الصحيحة بحجم حبة البازلاء فقط، خاصة للأطفال.
- اتبع جدول الزيارات الدورية لطبيب الأسنان حسب توصيته، و التي قد تكون كل 3 أو 6 أشهر حسب حالة الفم و الأسنان.
الآثار الجانبية لعلاج جلسات فلورايد الأسنان
تحدث بعض اعضاء الصحة الطبيعية عن قلقهم بشأن الجرعات العالية من الفلورايد. كما يذكرون بأن الفلوريد ليس آمنًا للأطفال، و حتى المياه المفلورة قد تكون خطيرة، و التي قد تسبب مشاكل مثل:
1- تلون الأسنان:
التسمم بالفلور هو حالة تسبب ظهور خطوط بيضاء أو تلون من نوع متقدم آخر على الأسنان. يحدث التسمم بالفلور عندما يبتلع الطفل الكثير من الفلورايد بينما تنمو الأسنان اللبنية و البالغين تحت اللثة. يمكن أن يصاب الطفل بالفلوريد الزائد منذ الولادة و حتى سن 8 سنوات.
الخدمة الصحة العامة بالولايات المتحدة، وضعوا إرشادات بشأن كمية الفلوريد التي يجب أن تحتويها مياه الشرب المجتمعية للمساعدة في منع تسوس الأسنان و تقليل مخاطر الإصابة بالفلور في الأسنان. يبلغ هذا المستوى حاليًا 0.7 ملليغرام من الفلورايد لكل لتر (ملغم / لتر) من الماء.
توصي الأكاديمية الأمريكية لطب أسنان الأطفال (AAPD) الآباء أو مقدمي الرعاية باستخدام كمية ضئيلة من معجون الأسنان المفلور بمجرد ظهور الأسنان الأولى للطفل. هذا يحمي أسنان الطفل من التسوس و لكنه لا يعرضهم لخطر التسمم بالفلور إذا ابتلع الطفل معجون الأسنان عن طريق الخطأ.
2- حساسية الأسنان أو التهيج:
قد يكون لدى الشخص رد فعل تحسسي تجاه الفلورايد أو يعاني من تهيج الجلد، على الرغم من ندرة ردود الفعل هذه.
3- التأثيرات السامة:
يمكن أن يكون الفلوريد سامًا إذا قام الشخص بتطبيقه بشكل غير صحيح أو بجرعات عالية جدًا. و مع ذلك، هذا أمر غير معتاد.
توصي جمعية طب الأسنان الأمريكية (ADA) باستخدام ورنيش الفلورايد الاحترافي للأطفال دون سن 6 سنوات. ورنيش الفلوريد هو الخيار المفضل للأطفال الصغار، حيث يميلون إلى ابتلاع الرغوة أو المواد الهلامية، مما قد يسبب الغثيان و القيء.
خاتمة
صحة الأسنان تبدأ بالوقاية، و جلسات الفلورايد تُعد خطوة استباقية لحماية الأسنان من التسوس و تقوية طبقة المينا، خصوصًا للأطفال و ذوي الأسنان الحساسة. لا تنتظر ظهور المشاكل لتتحرك، بل ابدأ بالعناية بأسنانك اليوم عبر التقييم الدوري لدى طبيب الأسنان.
استعد ابتسامتك بثقة… ابدأ أولى خطواتك معنا في مركز وندرز لعلاج الأسنان. احجز استشارتك الآن.







