قد تبدو اللثة المتهيجة أو الدامية أثناء تنظيف الأسنان بالفرشاة أمرًا بسيطًا في بدايته، و لكن تجاهله قد يكون الخطوة الأولى نحو فقدان الأسنان. تبدأ المشكلة غالبًا بإلتهاب اللثة، أحد أكثر أمراض الفم و اللثة شيوعًا، و الذي يصيب الملايين حول العالم.
و رغم أن الأعراض الأولية قد تكون غير مزعجة، إلا أن الإهمال يؤدي إلى مضاعفات خطيرة تمتد إلى العظام المحيطة بالأسنان و تسبب ضعف الثبات و فقد الأسنان في النهاية.
إلتهاب اللثة هو شكل من أشكال أمراض اللثة حيث يسبب التهاب (تورم) و تهيج اللثة. ينتج التهاب اللثة عن طريق تراكم البلاك، و هو طبقة لزجة من البكتيريا تتشكل على الأسنان و اللثة، مما يؤدي إلى احمرار اللثة و تورمها و نزيفها بسهولة.
غالبا ما يكون التهاب اللثة ناتج عن سوء نظافة الفم، مثل عدم تنظيف الأسنان بالفرشاة و الخيط بانتظام، و لكن يمكن أن يحدث أيضا بسبب التغيرات الهرمونية أو بعض الأدوية أو عوامل أخرى، إذا ترك التهاب اللثة بدون علاج، يمكن أن يتطور التهاب اللثة إلى شكل أكثر خطورة من أمراض اللثة يسمى التهاب دواعم السن، و الذي يمكن أن يؤدي إلى فقدان الأسنان و مشاكل صحية خطيرة أخرى.
مع ذلك، يمكن الوقاية من التهاب اللثة و علاجه من خلال ممارسات نظافة الفم، مثل التنظيف المنتظم بفرشاة الاسنان و تنظيف الجير كل 6 أشهر. دعونا نتعرف على هذه الحالة بشكل شامل، بدءًا من أسبابها و أعراضها، وصولًا إلى أحدث طرق العلاج و الوقاية.
ما هو إلتهاب اللثة؟
إلتهاب اللثة هو حالة مرضية تصيب الأنسجة المحيطة بالأسنان، و تتميز بتهيج، احمرار، و تورم اللثة. و هو المرحلة المبكرة من أمراض اللثة، و ينتج عادةً عن تراكم البلاك الجرثومي فوق الأسنان و اللثة. هذا البلاك هو طبقة لزجة تتكون من بقايا الطعام و البكتيريا، و في حال عدم إزالتها بشكل منتظم، تبدأ البكتيريا في مهاجمة اللثة مسببة الالتهاب. في هذه المرحلة، لا تزال الأسنان ثابتة في أماكنها، و العظام لم تتأثر بعد، مما يجعل التشخيص المبكر و العلاج ضروريًا لتجنب تطور الحالة.
الفرق بين التهاب اللثة و التهاب دواعم السن
رغم أن المصطلحين يُستخدمان أحيانًا بالتبادل، إلا أن هناك فرقًا جوهريًا بينهما. إلتهاب اللثة هو المرحلة الأولية، و يتمثل في تهيج سطحي للثة، دون تأثير على العظام أو الأنسجة الداعمة. أما التهاب دواعم السن فهو الشكل المتقدم، حيث تمتد العدوى إلى الهياكل الداعمة حول الأسنان، مثل الأربطة و العظام، مما يؤدي إلى انحسار اللثة، و تكوّن جيوب لثوية، و حركة الأسنان، و في بعض الحالات، فقدانها تمامًا.
أسباب إلتهاب اللثة
ينتج إلتهاب اللثة في المقام الأول عن تراكم ترسبات البلاك على الأسنان و اللثة التي تنتج من العادات السيئة لنظافة الفم، هناك عوامل اخرى يمكن ان تقوم بزيادة عرضة حدوث التهاب اللثة و تشمل الأتي:
- تراكم البلاك الجرثومي: البلاك هو السبب الأكثر شيوعًا لحدوث التهاب اللثة. عدم تنظيف الأسنان بالفرشاة و الخيط الطبي بانتظام يؤدي إلى تراكم هذه الطبقة، التي تتحول لاحقًا إلى جير يصعب إزالته إلا عند طبيب الأسنان.
- التدخين: التدخين يضعف الجهاز المناعي و يقلل من قدرة الجسم على مقاومة الالتهابات، و يقلل من تدفق الدم إلى اللثة، مما يُخفي أحيانًا الأعراض مثل النزيف، رغم وجود التهاب.
- التغيرات الهرمونية (الحمل، البلوغ): الفترات التي تتغير فيها الهرمونات، كفترة الحمل أو البلوغ، تؤثر على استجابة اللثة للبكتيريا، مما يجعلها أكثر عرضة للالتهاب، و هو أمر يجب الانتباه إليه خلال هذه المراحل.
- بعض الأدوية (مثل مضادات الاكتئاب): بعض الأدوية تؤثر على إنتاج اللعاب، مما يزيد من جفاف الفم و يُعزز تراكم البكتيريا. كما أن أدوية مثل مضادات الاكتئاب قد تؤدي إلى تضخم اللثة، مما يزيد من صعوبة تنظيفها.
- نقص فيتامين سي: فيتامين C يلعب دورًا حيويًا في صحة اللثة و تعافيها. نقصه يؤدي إلى ضعف الأنسجة، و سهولة النزيف، و زيادة احتمال حدوث التهابات.
- السكري غير المسيطر عليه: مرض السكري غير المنضبط يُضعف مناعة الجسم، و يجعل المصاب أكثر عرضة للعدوى، بما في ذلك التهابات اللثة و الأسنان.
- سوء العناية الفموية: استخدام فرشاة أسنان غير مناسبة، أو إهمال التنظيف اليومي بالفرشاة و الخيط الطبي، يسمح بتراكم البكتيريا حول الأسنان و اللثة، و يؤدي إلى التهابات متكررة.
- ترميم الأسنان التي لا تتم بشكل صحيح أو الأسنان الغير متحاذية التي يصعب تنظيفها بالفرشاة و خيط الأسنان بدقة.
- الحالات التي تقلل المناعة مثل اللوكيميا أو فيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز) أو علاج السرطان.
- بعض الأدوية، مثل الفينيتوين (ديلانتين ، فينيتيك) لنوبات الصرع و بعض حاصرات قنوات الكالسيوم المستخدمة في الذبحة الصدرية و ارتفاع ضغط الدم و حالات أخرى.
- التغيرات الهرمونية، مثل تلك المتعلقة بالحمل أو الدورة الشهرية أو استخدام حبوب منع الحمل.
- اسباب وراثية.
- حالات طبية مثل بعض أنواع العدوى الفيروسية و الفطرية.
أعراض التهاب اللثة
نزيف اللثة عند التفريش: من العلامات المبكرة، و يحدث بسبب هشاشة الشعيرات الدموية في اللثة الملتهبة.
احمرار و تورم اللثة: اللون الأحمر و حدوث التهابات و تورم في اللثة دليل مباشر على وجود تهيج أو عدوى نشطة.
رائحة فم كريهة: تسبب التهاب اللثة غالبًا رائحة فم مزعجة نتيجة نشاط البكتيريا تحت خط اللثة.
انحسار اللثة: يتراجع نسيج اللثة عن الأسنان، ما يكشف عن جذورها و يؤدي إلى حساسية الأسنان.
تكوّن جيوب لثوية: عندما تبتعد اللثة عن الأسنان، تتشكل فراغات تُعرف بالجيوب اللثوية، و تكون بيئة مثالية لتكاثر البكتيريا.
حركة الأسنان: في مراحل متقدمة، تفقد الأسنان دعمها، و تبدأ بالتحرك من مكانها الطبيعي، مما يهدد ثباتها و وظيفتها.
أنواع امراض التهاب اللثة
1- التهاب اللثة الناجم عن البلاك:
هذا هو السبب الأكثر شيوعا لالتهاب اللثة.
2- التهاب اللثة الناتج عن مشاكل في التغذية:
قد يحدث هذا بسبب نقص فيتامين. لقد وجد أن تناول كمية متزايدة من النشويات و السكريات و زيادة نسبة أوميغا 6 إلى أحماض أوميغا 3 الدهنية يمكن أن تعزز عملية الالتهاب.
3- التهاب اللثة الناجم عن الأدوية:
مثل الفينيتوين (يستخدم لنوبات الصرع)، و حاصرات قنوات الكالسيوم (المستخدمة في الذبحة الصدرية، و ارتفاع ضغط الدم)، و مضادات التخثر، و عوامل تحلل الفبرين، و عوامل منع الحمل عن طريق الفم، و مثبطات الأنزيم البروتيني، و فيتامين أ و نظائرها.
4- التهاب اللثة الهرموني:
مثل الحالات التي تحدث اثناء الحمل. تؤثر التغيرات الهرمونية خلال فترة البلوغ على كيفية تفاعل أنسجة اللثة مع تراكم جير الأسنان مما يسبب ما يعرف باسم التهاب اللثة عند البلوغ.
لقد وجد حديثا أنه في سيتوبلازم خلايا اللثة، توجد مستقبلات لكل من هرمون الاستروجين و التستوستيرون التي لها انجذاب كبير لهذه الهرمونات لذلك فإن اللثة هي عضو مستهدف سهل لهذه الهرمونات الستيرويدية التي تؤدي إلى التهاب اللثة.
لوحظ أنه خلال فترة المراهقة، يظهر التهاب اللثة في وقت مبكر عند الفتيات (أحد عشر إلى ثلاثة عشر عام) و عند الأولاد (من ثلاثة عشر إلى أربعة عشر عام).
الخطر المستقبلي من التهاب اللثة
يمكن أن يتطور إلتهاب اللثة الذي لم يعالج إلى أمراض اخرى التي يمكن ان تنتشر إلى الأنسجة المحيطة بالسن و التي تثبتها و العظم حول السنة و الذي يطلق عليه (التهاب دواعم السن)، و هي حالة أكثر خطورة يمكن أن يؤدي هذا المرض إلى خسارة الأسنان يمكن ان تتطور الحالة الى ابعد من ذلك لتسبب مرضا يدعى بالتهاب اللثة التقرحي، يسبب التهاب قوي في اللثة و تقرحاتها المؤلمة و النزيف.
هل تعلم أن التهاب اللثة المزمن يمكن ان يكون مسببا لبعض الأمراض الاخرى داخل الجسم فجسمك كله مرتبطا ببعضه بطريقة قد تؤثر بعض الامراض في اعضاء معينة على اجهزة و اعضاء اخرى كما في حال التهاب اللثة و التهاب دواعم السن على سبيل المثال يمكن ان يسبب التهاب اللثة و التهاب دواعم السن بالارتباط في تسبب: أمراض الجهاز التنفسي، و السكري، و مرض الشريان التاجي، و السكتة الدماغية، و التهاب المفاصل الروماتويدي.
مضاعفات إهمال علاج إلتهاب اللثة
- فقدان الأسنان: يُعد من أخطر النتائج، إذ يؤدي استمرار الالتهاب إلى تآكل العظام المحيطة بالأسنان و فقدانها تدريجيًا.
- زيادة خطر أمراض القلب: ترتبط البكتيريا الفموية بمخاطر أعلى للإصابة بأمراض القلب بسبب انتقالها إلى مجرى الدم و تأثيرها على الأوعية الدموية.
- مضاعفات الحمل: تشير الدراسات إلى أن التهاب اللثة غير المعالج قد يزيد من خطر الولادة المبكرة أو انخفاض وزن المولود.
- صعوبة التحكم في سكر الدم: إلتهاب اللثة يمكن أن يجعل من الصعب السيطرة على مستويات الجلوكوز في الدم لدى مرضى السكري.
- التهاب العظام: في حالات نادرة، قد تمتد العدوى إلى عظام الفك، و تُعرف هذه الحالة بالتهاب العظم (osteomyelitis).
أحدث طرق علاج إلتهاب اللثة
في السنوات الأخيرة، شهدت تقنيات علاج التهاب اللثة تطورًا كبيرًا بفضل التقدم في الطب و التكنولوجيا، مما ساعد أطباء الأسنان على تقديم حلول أكثر دقة و أقل تدخلًا جراحيًا، مع تقليل الألم و تسريع الشفاء. لا يقتصر علاج إلتهاب اللثة على تنظيف الأسنان بالفرشاة فحسب، بل أصبح يشمل تقنيات متقدمة تهدف إلى إزالة البكتيريا و السيطرة على الالتهاب و إعادة بناء أنسجة اللثة التالفة و دواعم الأسنان.
1. التنظيف الاحترافي العميق:
واحدة من أهم هذه الطرق هي التنظيف الاحترافي العميق أو ما يعرف بتقشير الجذور و كشط الجير، و هي عملية يقوم بها طبيب الأسنان لإزالة البلاك و الجير المتراكمين حول الأسنان و تحت خط اللثة، و هو ما لا يمكن إزالته بفرشاة الأسنان فقط. يساهم هذا الإجراء في تقليل حدة الالتهاب و يمنع تطوره إلى التهاب دواعم الأسنان.
2. العلاج بالليزر:
أما العلاج بالليزر، فهو يُعد من أكثر الأساليب حداثة و فعالية، حيث يستخدم طبيب الأسنان أشعة الليزر لاستهداف البكتيريا المتراكمة في الجيوب اللثوية بدقة دون إيذاء الأنسجة السليمة. هذه التقنية تُقلل من النزيف و الانزعاج أثناء و بعد الجلسة، كما أنها تحفّز التئام اللثة بسرعة.
3. المضادات الحيوية الموضعية:
من الحلول المساعدة أيضًا استخدام المضادات الحيوية الموضعية على شكل جل أو رقاقات صغيرة تُوضع داخل الجيوب اللثوية لتقليل عدد البكتيريا الضارة، خصوصًا في الحالات التي لا تستجيب بسرعة للعلاج التقليدي. و يُرافق ذلك في بعض الحالات تناول مضادات حيوية عن طريق الفم إذا كان الالتهاب شديدًا أو منتشراً.
4. جراحة تقليص الجيوب:
في المراحل المتقدمة من المرض، قد تكون هناك حاجة إلى جراحة تقليص الجيوب اللثوية، و التي تهدف إلى إزالة الأنسجة المصابة و تنظيف جذور الأسنان بشكل كامل، ثم إعادة تثبيت اللثة بشكل يقلل من عمق الجيوب، و بالتالي يصعب على البكتيريا التراكم مجددًا حول الأسنان.
5. ترقيع اللثة:
كذلك، هناك حالات تتطلب ترقيع اللثة لتعويض الأنسجة المنحسرة نتيجة الالتهاب المزمن، و تُستخدم أنسجة مأخوذة من سقف الفم أو مواد بيولوجية مخصصة لتحفيز نمو خلايا لثوية جديدة، ما يعزز ثبات الأسنان و يحميها من فقدان الدعم.
6. تجديد العظام:
أما في حال تضررت العظام المحيطة بجذور الأسنان نتيجة الإهمال، فيُجرى ما يُعرف بـ تجديد العظام، حيث يستخدم الطبيب مواد طبية تُحفز الجسم على إعادة بناء العظم المفقود حول الأسنان.
7. العلاج بالخلايا الجذعية:
و قد ظهرت تقنية واعدة و هي العلاج بالخلايا الجذعية، حيث تُستخلص خلايا من جسم المريض و تُعاد زراعتها في اللثة لتحفيز تجديد الأنسجة التالفة، ما يفتح آفاقًا جديدة في علاج الحالات المتقدمة من التهاب دواعم السن.
8. استخدام البلازما الغنية بالصفائح (PRP):
أيضًا، يُستخدم PRP أو البلازما الغنية بالصفائح الدموية، و هي طريقة حديثة تعتمد على استخلاص البلازما من دم المريض نفسه، ثم تُحقن في مناطق الالتهاب لتسريع عملية الشفاء و تجديد الأنسجة. هذا العلاج طبيعي و آمن، و يُستخدم بكفاءة لعلاج أمراض اللثة و تحفيز النمو الخلوي.
9. تقنيات النانو لمكافحة البكتيريا:
وفي إطار الابتكار المستمر، دخلت تقنيات النانو مجال علاج اللثة، حيث تم تطوير مواد نانوية لها خصائص مضادة للبكتيريا تُستخدم لتغطية الأسنان أو الجذور بعد التنظيف، مما يخلق حاجزًا وقائيًا طويل الأمد يمنع تراكم الجراثيم و تكرار الالتهاب.
10. ترميم الأسنان و تقويمها
قد يؤدي تصحيح وضع الاسنان الملتوية و الغير محتاذية و اصلاح تيجان الأسنان و جسور الأسنان غير الملائمة و تركيبات الاسنان التمتحركة غير الملائمة و التي لا تحظى بعناية و تنظيف من المريض إلى تهيج اللثة.
إذا كانت مشاكل الأسنان أو ترميمها تساهم في إلتهاب اللثة، فقد يوصي طبيب الأسنان الخاص بك في مركز وندرز لعلاج الأسنان بإصلاح هذه المشاكل.
الوقاية من التهاب اللثة
عادة ما يختفي التهاب اللثة بعد التنظيف الاحترافي الشامل (تنظيف الجير). و لكن عليك ايضا بالاهتمام بنظافة فمك و هو ما سنشرحه في النقاط التالية :
- اغسل أسنانك مرتين يوميا أو بعد كل وجبة أو وجبة خفيفة.
- استخدم فرشاة أسنان ناعمة و استبدلها كل ثلاثة إلى أربعة أشهر على الأقل.
- ضع في اعتبارك استخدام فرشاة أسنان كهربائية، و التي قد تكون أكثر فاعلية في إزالة البلاك و الجير.
- استخدم خيط الأسنان يوميا.
- استخدم غسول الفم للمساعدة في تقليل البلاك بين أسنانك.
- لا تدخن أو تمضغ التبغ.
- يتضمن تنظيف الأسنان بالفرشاة مرتين يوميًا، واستخدام خيط الأسنان و المضمضة، و التأكد من إزالة البلاك يوميًا.
- زيارة طبيب الأسنان كل 6 أشهر للكشف المبكر و تنظيف الأسنان و اللثة من البلاك و الجير قبل أن تتفاقم الحالة.
الخاتمة
إلتهاب اللثة ليس مجرد إزعاج بسيط، بل قد يكون البداية لمشاكل صحية أخطر. إهمال العناية بالأسنان و اللثة قد يؤدي إلى فقدان الأسنان، و تأثيرات سلبية على الصحة العامة. لذلك، من الضروري التعامل مع أي علامة مبكرة بجدية. استعد ابتسامتك بثقة… ابدأ أولى خطواتك معنا في مركز وندرز لعلاج الأسنان. احجز استشارتك الآن.








