يعتبر من أكثر الأسباب الشائعة لزيارة طبيب الأسنان و هي ما يطلق عليه تعفن الاسنان. الأسنان المتعفنة تكون مؤلمة، و هي محرجة أيضًا إذا كانت بمقدمة فمك. و مع ذلك فإن إصلاح المشكلة قد لا يكون صعبًا أو مكلفًا كما تعتقد. إذا كانت أسنانك مصابة بالتسوس بطريقة كبيرة، حدد موعدًا لترى طبيب الأسنان للتقييم الصحيح و المناقشة حول الخيارات المتاحة لك.
يُعَدُّ تعفن الاسنان حالة خطيرة تبدأ بتسوس بسيط، و قد تتطور لتشمل العاج و اللثة و حتى العظام الفكية و الأعصاب. إذا ترك تسوس الاسنان دون علاج، يمكن أن يتفاقم الأمر و قد يفقد المريض سنّه أو يعاني من مضاعفات صحية على المدى البعيد.
مما يتكون السن و ما هي وظيفة هذه الطبقات؟
السن الطبيعي يتكون من طبقات حماية و من هذه الطبقات:
- مينا الأسنان و هي الطبقة الخارجية للسن و تتميز بأنها طبقة شبه شفافة تعكس لون الطبقة الموجودة تحتها.
- العاج و هي ثاني طبقة للسن و هي طبقة قوية تحمي الأسنان و تحافظ عليها من عوامل الأذى الخارجية مثل البكتريا و غيرها.
- لب السن أو عصب الأسنان و هو الطبقة الداخلية للسن و هو يمثل الحياة فهو يحتوي علي التغذية الدموية و العصبية للسن.
ما هو تعفن عصب السن؟
مع تناول الأطعمة السكرية بكثرة أو عدم تنظيف الأسنان بصفة منتظمة يحدث ما هو غير مستحب و هو أن البكتريا تقوم بإفراز بعض المواد الحمضية بمساعدة السكريات مما يؤدي إلي ذوبان الطبقات الحامية للسن كالعاج و المينا و تبدأ الأسنان بالتدريج في التآكل و يمكنكم رؤية تجويف داكن اللون داخل السن و هذا هو ما يطلق عليه تسوس الأسنان.
هذا التسوس إذا انتشر سريعاً داخل السن سوف يتسع هذا التجويف ليصبح أكبر و أغمق من قبل و قد يصل إلي اللون الأسود و هذا هو تعفن الاسنان.
تعفن الاسنان لن يقف إلي هذه الطبقات و لكنه قد يصل للب السن و يؤدي إلي موت عصب السن و هذه مرحلة متقدمة من التعفن قد يكون علاجها صعباً أو مستحيلاً في معظم الأوقات.
أسباب تعفن الأسنان
- إهمال النظافة الفموية: الاعتماد على فرشاة الاسنان فقط و عدم استخدام الخيط الطبي و الغسول الفموي يؤدي لتراكم البلاك و تفكك مينا الأسنان.
- الإفراط في السكريات و النشويات: السكريات تعد الوقود الأساسي لبكتيريا التسوس، خاصة إذا كانت الأغذية تلتصق بالأسنان لفترات طويلة.
- جفاف الفم المزمن: قد يعود لأدوية أو ظروف مرضية، مما يقلل إفراز اللعاب الضروري لحماية الأسنان.
- التقدم في العمر و مشاكل صحية معينة: مثل ارتجاع المريء و سوء امتصاص فيتامين د، و التدخين، كلها عوامل تزيد من قابلية التعفن.
مراحل تعفن الاسنان
يحدث تعفن الاسنان بشكل تدريجي، و هو نتيجة تطور تسوس الأسنان دون علاج. يتطور عبر ثلاث مراحل رئيسية:
المرحلة الأولى – تسوس الاسنان السطحي
في هذه المرحلة، تبدأ بكتيريا الفم – التي تتغذى على بقايا الأطعمة السكرية و النشوية – بإنتاج أحماض تُهاجم طبقة مينا الأسنان، و هي الطبقة الخارجية الصلبة التي تحمي السن.
يظهر في البداية بقع بيضاء طباشيرية أو خطوط خفيفة على السطح الخارجي للسن، و هي علامات مبكرة على فقدان المعادن من مينا الاسنان.
في هذا الوقت، لا يشعر المريض عادة بألم، و يمكن عكس هذه المرحلة باستخدام معجون أسنان يحتوي على الفلورايد و غسول فم علاجي بإشراف طبيب الأسنان.
المرحلة المتوسطة – وصول تسوس الاسنان إلى العاج
عندما تفقد طبقة مينا الاسنان قدرتها على المقاومة، تنتقل الأحماض إلى الطبقة التالية و هي العاج، التي تحتوي على أنابيب دقيقة مرتبطة بعصب السن.
بما أن العاج أقل صلابة من المينا، ينتشر تسوس الاسنان بسرعة أكبر، و هنا يبدأ المريض في الشعور بحساسية الأسنان، خاصة عند تناول الأطعمة الساخنة، الباردة، أو السكرية.
قد يظهر تغير في لون السن إلى درجات من الأصفر أو البني، و تبدأ بعض الروائح الكريهة بالخروج من الفم.
المرحلة المتقدمة – تعفن الاسنان الكامل
في هذه المرحلة الخطيرة، يصل التسوس إلى لب السن (pulp)، حيث الأعصاب و الأوعية الدموية. تبدأ البكتيريا في غزو الأنسجة الحية داخل السن، مسببة التهابًا حادًا أو خُراج.
يشعر المريض هنا بألم شديد و مستمر، و قد يمتد إلى الوجه أو الأذن أو الرقبة.
السن قد يتحرك قليلًا من مكانه، و يظهر تورم أو انتفاخ في اللثة المجاورة.
غالبًا ما تُصبح رائحة الفم كريهة جدًا و تظهر أعراض التهاب أو حرارة في الجسم إذا تطور الالتهاب.
في بعض الحالات، تموت الأعصاب داخل السن، و يتحول الألم الحاد إلى خدر، مما قد يجعل المريض يظن أن المشكلة انتهت، بينما يستمر التلف الداخلي و قد ينتقل الالتهاب إلى العظم أو الأسنان المجاورة.
ما هي أعراض تعفن الاسنان؟
تخيلوا معي أن هناك طعام يتعرض للتعفن ما أول العلامات التي تظهر؟ نعم، تغير اللون و رائحة كريهة. هذا بالضبط ما يحدث أيضاً مع الأسنان فيتغير لونها إلى الغامق و أحياناً إلي الأسود مع رائحة الفم الكريهة و هذا يسبب حرج شديد و صعوبة في الابتسامة.
نجد أيضاً زيادة في حساسية الأسنان و الألم الشديد و هذا نتيجة لفقدان كميات لا بأس بها من طبقات الحماية مما يجعل لب السن أو ما يطلق عليه العصب مكشوفاً و معرضاً بدرجة كبيرة للحساسية و الألم.
قد يترتب علي زيادة الألم في العصب إلى تدمير العصب بالكامل مع انتشار الالتهاب الشديد فيه إلى المناطق المحيطة بجذور السن و يظهر في صورة تجمعات صديدية و تورمات قد تصل إلى الفك و الوجه أحياناً و هذه من الحالات الخطيرة التي يجب علاجها فوراً بالتوجه لطبيبكم المعالج.
أحدث طرق علاج تعفن الاسنان
مع تطور طب الأسنان، لم يعد علاج تعفن الأسنان يقتصر على حشو الاسنان التقليدي أو خلع السن فقط، بل أصبح هناك خيارات متعددة تعتمد على درجة الضرر و مدى انتشار التعفن داخل السن أو إلى الأنسجة المحيطة. إليك التفاصيل:
1- العلاجات التحفظية:
تهدف هذه العلاجات إلى إنقاذ السن إذا لم يكن تعفن الاسنان قد وصل إلى مرحلة متقدمة جدًا:
الحشوات الذكية (Self-healing fillings):
أحدث أنواع حشوات الاسنان التي لا تملأ التجويف فقط، بل تُفرز مواد تساعد على منع نمو البكتيريا و إعادة تمعدن مينا الأسنان. كما يمكنها إطلاق الفلورايد تدريجيًا لحماية السن المجاور من تسوس الاسنان.
علاج عصب الاسنان بالليزر:
عند وصول التعفن إلى لب السن، يستخدم الأطباء الليزر في تنظيف القنوات الجذرية و تعقيمها بشكل أكثر دقة مقارنة بالأدوات التقليدية. الليزر يقلل من نسبة الألم، يُسرع الشفاء، و يقلل فرص تكرار الالتهاب.
تيجان الاسنان الوقائية (Preventive Crowns):
عند تلف بنية السن جزئيًا، يمكن تركيب تاج سني خزفي أو زيركوني يغطي السن بالكامل و يحميه من المزيد من الانهيار، مع الحفاظ على الجذر و العصب إذا كانا سليمين.
2- العلاجات الجراحية:
تُستخدم عندما يكون السن متعفنًا بدرجة كبيرة و لا يمكن إنقاذه بالحشوات أو علاج العصب:
خلع الأسنان المتعفنة:
إذا كان السن تالفًا بالكامل و سببًا في التهابات متكررة، يُزال لتجنب انتشار العدوى، و يتم تعويضه لاحقًا بجسر سني أو زراعة سن.
زراعة الأسنان الفورية:
بعد الخلع، يمكن في بعض الحالات وضع زراعة الاسنان الفورية مباشرةً في نفس الجلسة، إذا لم يكن هناك عدوى حادة. هذا الإجراء يقلل من عدد الزيارات و يُحافظ على شكل اللثة و العظم.
تجديد العظام (Bone Grafting):
إذا سبّب التعفن الشديد تآكلًا في عظم الفك، يمكن إجراء ترقيع عظمي لتعويض الفقد و ضمان ثبات زرعة الاسنان لاحقًا.
3- تقنيات حديثة:
العلاج بالخلايا الجذعية:
يُعد العلاج بالخلايا الجذعية من أبرز الابتكارات الحديثة، حيث تُستخدم خلايا محفزة على الترميم لتجديد الأنسجة التالفة داخل لب السن أو حول الجذر. رغم أنه ما يزال قيد البحث، إلا أن نتائجه الأولية واعدة خصوصًا في علاج الالتهابات المزمنة.
تقنيات النانو لمكافحة البكتيريا:
تُستخدم مواد نانوية في تصنيع الحشوات السنية و تيجان الاسنان تساعد على قتل البكتيريا و منع تكوّن طبقة البلاك مجددًا، ما يطيل عمر الترميم السني و يمنع تكرار التعفن.
مواد حيوية جديدة (Bioactive Materials):
مواد جديدة تُحفّز الجسم على الترميم الطبيعي و تلتصق بالسن بشكل أقوى، مما يحسّن من النتائج الجمالية و الوظيفية.
ما هي خطوات علاج تعفن الاسنان؟
من المنطقي في علاج هذا النوع من تسوس الاسنان الزائد أو ما يطلق عليه السن المتعفن أن يكون وقفاً لدرجة الضرر التي أحلت بالسن.
فإذا كان الضرر يشمل فقط الطبقات الخارجية للسن و اللب لازال حياً فيمكن لطبيب أسنانكم المعالج إزالة هذا التعفن بطريقة تحافظ علي الجزء السليم المتبقي من السن المصاب ثم ملء هذا التجويف بحشوات أسنان تجميلية لون الأسنان و قد يحتاج السن لبعض الدعم زائد إذا كانت الجزء المتبقي من السن قليل عن طريق تركيبات الاسنان الثابتة الصناعية كتيجان الأسنان.
أما في حالة أن ترتب علي هذا التعفن تدمير لجزء كبير من اللب أو عصب السن فيحتاج طبيب الاسنان لنزع هذا العصب المتضرر و تعقيم القنوات العصبية و حشوها بمواد تمنع حدوث التهابات في منطقة العصب مرة أخري و في هذه الحالة يحتاج السن إلي حماية خارجية كالتاج حتي لا يتكسر السن.
و أخيراً إذا كان هذا الضرر قد قام بتدمير جزء كبير من السن فقد يحتاج للأسف إلي انتزاعه و تعويضه بتركيبات الاسنان الثابتة أو المتحركة أو الزراعات السنية.
نصائح الوقاية من تعفن الاسنان
- نظام يومي للعناية: فرش أسنانك مرتين يوميًا، استخدم خيطًا طبياً و غسولًا مطهرًا، و قوم بالمتابعة الدورية عند طبيب الأسنان.
- عادات غذائية صحية: تجنّبي الإفراط في السكريات، و اعتدلي بتناول الأطعمة القاسية التي تساعد على تنظيف الأسنان طبيعياً.
- فحوصات دورية: زيارة طبيب الأسنان كل 6-12 شهرًا ضرورية للكشف المبكر عن أي تسوس أسنان أو تغيرات في لون الأسنان أو البنية.
- يجب مراعاة عدم استخدام السن المعالج في تناول الأطعمة الصلبة مثلاً لأنه قد يتكسر نتيجة لفقدان كمية لا بأس بها من الطبقة الطبيعية للسن.
الخاتمة
تعفن الأسنان ليس مجرد تسوس متقدم، بل حالة مرضية قد تؤثر على صحة الفم بالكامل إذا لم تُعالج في الوقت المناسب. الأعراض قد تبدأ بسيطة، مثل تغير لون السن أو رائحة فم كريهة، لكنها قد تتطور لتشمل آلامًا مزمنة، التهابات متكررة، أو حتى فقدان كامل للأسنان.
بفضل التطور في طب الأسنان، أصبح من الممكن اليوم علاج حالات التعفن بطرق دقيقة و فعالة، بدءًا من الحشوات الوقائية، مرورًا بعلاج العصب المتقدم، و حتى زراعة الأسنان الحديثة. و مع ذلك، يبقى الكشف المبكر و المتابعة الدورية مع طبيب الأسنان هما العامل الأساسي لتفادي المضاعفات و إنقاذ الأسنان الطبيعية قبل فوات الأوان.
في مركز وندرز لعلاج الأسنان، نوفر لك فريقًا متخصصًا و أحدث الأجهزة التشخيصية و العلاجية لتقديم رعاية متكاملة لحالات تعفن الأسنان، بأعلى معايير التعقيم و الجودة، و بخطط علاجية تناسب حالتك الفردية بدقة.
استعد ابتسامتك بثقة… ابدأ أولى خطواتك معنا في مركز وندرز لعلاج الأسنان. احجز استشارتك الآن.







