يعاني نصف البالغين من درجات متفاوتة من انحسار اللثة، و تزداد هذه المشكلة بشكل ملحوظ مع التقدم في العمر و سوء العناية بالفم. عندما تتراجع أنسجة اللثة، لا يظهر جذور الأسنان فقط، لكن يزداد خطر الإصابة بحساسية الأسنان و التهاب جذور الاسنان، مما يجعل عملية زراعة اللثة ضرورية أحيانًا للحفاظ على صحة الأسنان و استمرارها.
زراعة اللثة، هل يمكن زراعة اللثة؟ اللثة هي الطبقة الوردية الرقيقة التي تغطي جذور الأسنان و تمد الفم بالتغذية الدموية فتحافظ علي صحته و حيويته و تحمي من حساسية الأسنان و الالتهابات اللثوية. مع الوقت قد تنحسر هذه اللثة قليلاً كاشفة الجذور المغطاة مما يزيد الشعور بالحساسية و الألم.
انحسار اللثة له أسباب عديدة مثل تقدم العمر و لكن أحياناً يكون نتيجة لأذي قد أحل باللثة كتنظيف الأسنان بطريقة غير صحيحة أو عدم الاهتمام بصحة الفم و اللثة مما يؤدي إلي التهابات اللثة و التكلسات و التي يصاحبها أيضاً تآكل العظام المحيطة بالأسنان و غيرها الكثير من الأسباب التي قد تؤدي إلي انتشار الانحسار ليشمل أكثر من سن.
في بعض الحالات مثل انحسار اللثة في المناطق التي تظهر عند الابتسامة تكون عملية زراعة اللثة من الحلول الرائعة لاستعادة شكل اللثة و وظيفتها مرة أخري.
ما هي زراعة اللثة جراحياً و ما خطواتها؟
فإن زراعة اللثة هي جراحة هدفها استعادة اللثة مرة أخري بعد انحسارها. هذا النوع من زراعات اللثة يتم من قبل أطباء أسنان متخصصين في أمراض اللثة عامة و زراعة اللثة خاصة يتواصلون معكم في الزيارات الأولي لتحديد المنطقة المراد زراعتها، نوع الجراحة المناسبة للمنطقة و أفضل أطعمة اللثة المتاحة و المناسبة لحالتكم.
تتكون عملية زراعة اللثة من جزئين و هي زراعة اللثة و طعم اللثة.
زراعة اللثة تعني أنه يتم أخذ نسيج من مناطق معينة في الفم أو نسيج يشبه الطبيعي و يتم تثبيته في المكان المراد تصحيحه جراحياً. يتم أولاً تنظيف هذه المنطقة المراد زراعتها لإزالة أي التهابات أو تكلسات جيرية ثم إعطائكم بعض النقاط القليلة من البنج الطبي و باستخدام المشرط يتم تحضير شقوق دقيقة في لثة الأسنان المجاورة لاستقبال الزراعة.
أنواع زراعة اللثة
هناك أكثر من نوع لهذه الزراعة و منها ما يلي:
زراعة الأنسجة الحرة:
يتم فيها زراعة المنطقة المجهزة سابقاً لاستقبال الزراعة عن طريق بعض الأنسجة التي تؤخذ من الفم لزيادة كمية اللثة في المنطقة المصابة مثل الأشخاص الذين يتمتعون بلثة رقيقة.
زراعة النسيج الضام:
عن طريق أخذ الطبقة الرقيقة الموجودة تحت الطبقة الظاهرة و تثبيتها في المنطقة المراد زراعتها و عند الالتآم تقوم اللثة بالنمو مرة أخري فوق هذه الطبقة و هي من الزراعات المستخدمة بكثرة في حالات انحسار اللثة.
الزراعة الجانبية:
و في هذه الزراعة يتم أخذ اللثة من الأسنان المجاورة و بطريقة لا تلاحظ يتم تغطية المنطقة المصابة و هذه الزراعة تتم في حال كان الجزء المتضرر هو سن واحد فقط بجوار أسنان تتمتع بكمية مناسبة من اللثة الصحية.
يتم تثبيت طعم اللثة في المكان المجهز له عن طريق بعض الغرز الطبية و قد يتم وضع ضمادة حول المنطقة المزروعة حتى يتم الالتآم التام لهذه المنطقة.
أسباب الحاجة لزراعة اللثة
يُستخدم إجراء عملية زراعة اللثة في عدة حالات ضرورية، منها انحسار اللثة الشديد الذي يكشف جذور الأسنان و يزيد من حساسية السن، و أمراض اللثة المزمنة الّتي لا تستجيب للعلاجات التحفظية. كما تُلجأ إليها بعد إصابات دواعم السن أو تنظيف الأسنان العنيف الذي يضر الأنسجة. علاوة على ذلك، تُستخدم لتحسين مظهر الابتسامة، إطالة الأسنان القصيرة أو تحقيق تناسق خط اللثة حول الأسنان.
مميزات زراعة اللثة
زراعة اللثة تُعد من العلاجات الترميمية الدقيقة التي تعيد للثة و الأسنان توازنها الطبيعي، و تمنح المريض فوائد وظيفية و جمالية، و من أبرز المميزات:
- حماية جذور الأسنان المكشوفة: عند حدوث انحسار في اللثة، تنكشف جذور الأسنان و تصبح أكثر عرضة للتآكل، و الحساسية، و تسوس الاسنان. زراعة اللثة تغطي الجذور المكشوفة و تحميها من العوامل الخارجية.
- تقليل أو اختفاء حساسية الأسنان: بعد تغطية الجذور، تقل استجابة الأسنان للمؤثرات الساخنة أو الباردة، مما يقلل الألم و الحساسية بشكل ملحوظ.
- تحسين مظهر الابتسامة: يساعد الإجراء على تصحيح تناسق خط اللثة و إخفاء الفراغات الناتجة عن الانحسار، مما يمنح ابتسامة صحية و طبيعية.
- دعم إضافي للأسنان: زراعة اللثة تعزز تثبيت الأسنان و تقلل من خطر تحركها أو فقدانها، خاصة في حالات ضعف اللثة المحيطة.
- منع استمرار تراجع اللثة: في حال تم الإجراء بنجاح مع الالتزام بالتعليمات، يمكن أن توقف الزراعة أي تدهور مستقبلي في حالة اللثة و تثبتها في وضع صحي.
- حل طويل الأمد عند العناية الجيدة: مع الحفاظ على نظافة الفم و زيارة طبيب الاسنان بانتظام، يمكن أن تدوم نتائج زراعة اللثة لسنوات دون الحاجة إلى إعادة الإجراء.
عيوب زراعة اللثة
على الرغم من فعالية زراعة اللثة، إلا أنها ليست خالية تمامًا من التحديات و المضاعفات المحتملة، و تشمل:
- ألم و تورم بعد الجراحة: قد يشعر المريض بعدم الراحة أو بألم خفيف إلى متوسط بعد العملية، بالإضافة إلى تورم موضعي، لكنه غالبًا ما يزول خلال أيام مع استخدام الأدوية الموصوفة.
- احتمالية فشل الزرع في بعض الحالات: خصوصًا عند المدخنين أو مرضى السكري غير المسيطر عليه، قد لا يندمج الطُعم جيدًا مع اللثة أو يُرفض من قبل الجسم.
- نزيف طفيف أو التهاب في الأيام الأولى: خاصة إذا لم يتم الالتزام الصارم بالتعليمات بعد العملية أو حدث احتكاك مباشر مع موقع الزراعة.
- الحاجة إلى نسيج مانح من الحنك: في بعض أنواع الزراعة، يتم أخذ نسيج من سقف الحلق، ما قد يسبب إزعاجًا أو ألمًا إضافيًا خلال فترة الشفاء.
- نتائج تجميلية غير متوقعة أحيانًا: في بعض الحالات، خاصةً إذا كانت كمية اللثة المفقودة كبيرة، قد لا تعود اللثة إلى مظهرها الطبيعي تمامًا.
- تكلفة مرتفعة نسبيًا: زراعة اللثة تُعتبر من الإجراءات المتقدمة التي تتطلب خبرة و تخصص و معدات دقيقة، مما يجعل تكلفتها أعلى من بعض العلاجات التقليدية.
كم تستغرق عملية زراعة اللثة و متي يتم التعافي كلياً بعدها؟
أنها ليست عملية جراحية معقدة تتطلب الكثير من الوقت لإنجازها و لكنها عملية لا تستغرق الكثير من الوقت حيث أن كل تفصيلة في هذه العملية يتم الإعداد لها مسبقاً مما يجعل تنفيذها سهلاً و يسيراً و لا يستغرق أكثر من الوقت المعتاد لأي زيارة أخري و لكن هذه العملية الجراحية لها مواصفات خاصة تميزها و هي مرحلة ما بعد العملية و هي من المراحل الهامة لضمان نجاحها.
يتم التعافي من الزراعة بعد عدة أسابيع قليلة و قد تشعرون ببعض الألم و التورم نتيجة لتحضير منطقة الزراعة و لكن الضمادة الطبية و بعض مسكنات الألم و مضادات التورم و المضادات الحيوية المذكورة من قبل طبيب الأسنان المعالج سوف تجعل هذا الألم و التورم يزول سريعاً.
حتى يتم التعافي سريعاً يجب عليكم اتباع التعليمات المخصصة لتلك العملية بمنتهي الدقة لضمان نتائج أفضل للزراعة.
خطوات جراحة زراعة اللثة
تتم العملية وفق الخطوات التالية:
- الفحص الشامل و التحاليل لفهم حالة اللثة و العظام و الجذور.
- التصوير ثلاثي الأبعاد لتخطيط دقيق لمواضع الزراعة.
- التخدير الموضعي لتوفير راحة للمريض.
- أخذ النسيج المانح إذا لزم الأمر.
- تحضير المنطقة المستقبلة و تنظيفها جيدًا.
- تثبيت الطعم الجراحي بخيوط دقيقة.
- تعليمات لاحقة للوقاية من العدوى و التخفيف عن اللثة.
- المتابعة الدورية لفحص الالتئام و ضبط العناية.
- العناية المنزلية مهمة جدًا خلال الأسابيع التالية لضمان نجاح العملية.
نصائح العناية بعد الجراحة
و هنا نأتي لكيفية العناية بعد زراعة اللثة لضمان نجاح العملية و هو دوركم الأساسي و الذي لا يقل أهمية عن دور جراح الأسنان.
- هذا النوع من العمليات يتعامل مع أنسجة رقيقة جداً تتأثر بأي ضرر سريعاً و لذلك يجب عليكم مثلاً عدم التدخين أو تناول الأطعمة القاسية و المشروبات الساخنة حتى يتم الالتآم بطريقة صحيحة و حتى لا يتأكل طعم اللثة أو تلتهب الأنسجة المحيطة مما يؤدي إلي عدم نجاح عملية الزراعة.
- كما يجب عليكم أيضاً اتباع ارشادات استخدام فرشاة الأسنان حول هذه المنطقة بالذات لأنه قد يحتاج الأمر إلي الامتناع عن تنظيف الأسنان بالفرشاة و الاكتفاء بغسول الفم لمدة يحددها طبيب أسنانكم المعالج.
- و أخيراً يجب عليكم استخدام مسكنات الألم و مضادات التورم وفقاً للتعليمات المحددة خصيصاً لكم.
- لا تنسوا زيارة طبيب أسنانكم بعد العملية في الوقت المحدد لكم و الذي يكون غالباً بعد أسبوع من العملية ليتم فحص منطقة الزراعة جيداً و التأكد من التزامكم بالتعليمات و الارشادات. يتم في هذه الزيارة أيضاً نزع الضمادة الطبية و الغرز و تنظيف المكان المزروع جيداً. في حال وجود بعض الترسبات عليه لضمان نجاح عملية الزراعة و قد يتطلب الأمر زيارة أخري بعد ذلك يتم إبلاغكم فيها أنه قد تم التعافي التام و نجاح العملية و يمكنكم التعامل مع هذه المنطقة كالطبيعية مع الاستمرار في العناية بصحة اللثة و الفم.
الخاتمة
زراعة اللثة خطوة فعالة لاستعادة صحة فمك و لثتك، خاصة عند المعاناة من انحسار يؤثر على جذور الأسنان و مظهر الابتسامة. التقنية الحديثة و التخطيط الدقيق يجعلها إجراء مستهدف و ناجح.
في مركز وندرز لعلاج الأسنان، نفخر بتقديم أحدث تقنيات زراعة اللثة باستخدام مواد حيوية و تقنيات ليزر دقيقة، مع فريق متخصص يهتم براحتك و نتائجك على المدى الطويل. ابدأ اليوم بخطوة نحو الابتسامة الصحية المتناسقة – احجز استشارتك الآن، لأن العناية المبكرة تصنع الفرق.







