النحت في لغتنا العريبة تعني إزالة طبقة رقيقة من شئ فإذا أضفنا مثلاً نحت اللثة فلا إرادياً سوف يتبادر إلي الاذهان المعني الحرفي لكلمة نحت.عملية نحت اللثة أو ما يطلق عليها اسم Gingivectomy ببساطة هي عملية إزالة طبقة رقيقة من اللثة المحيطة بالأسنان لتحسين شكلها حول الأسنان و بالتالي تحسين الابتسامة و استعادة الثقة بالنفس مرة أخري.
الابتسامة هي أحد أهم عناصر الجاذبية و الثقة بالنفس، لكن في بعض الأحيان قد لا تكون الأسنان هي المشكلة الرئيسية، بل شكل اللثة غير المنتظم الذي يُظهر جزءاً كبيراً منها عند الابتسام. هذه الحالة تُعرف باسم “الابتسامة اللثوية“، و قد تكون ناتجة عن فرط نمو الأنسجة أو موقع غير متناسق للثة على الأسنان. في مثل هذه الحالات، يلجأ أطباء الاسنان إلى إجراء يُعرف باسم نحت اللثة لتحسين مظهر الابتسامة و تعزيز تناسق الأسنان و اللثة.
ما هو نحت اللثة؟
نحت اللثة هو إجراء تجميلي أو علاجي في مجال طب الأسنان يهدف إلى إعادة تشكيل خط اللثة للحصول على مظهر أكثر تناسقًا و جاذبية للأسنان و الابتسامة. يتم خلاله إزالة أو تعديل الأنسجة اللثوية الزائدة التي قد تغطي جزءًا من الأسنان، مما يعطي مظهرًا غير متناسق أو “ابتسامة لثوية”.
في بعض الحالات، قد تكون الأنسجة الزائدة طبيعية أو ناتجة عن عوامل وراثية، أو بسبب التهابات مزمنة في اللثة، أو تناول بعض الأدوية التي تحفز نمو اللثة بشكل مفرط.
يُعرف نحت اللثة أيضًا باسم “عملية قص اللثة” أو “تجميل اللثة”، و يُجرى عادة باستخدام الليزر أو الأدوات الجراحية الدقيقة، تحت تأثير التخدير الموضعي.
لماذا يُعتبر نحت اللثة إجراءً مهمًا؟
- تحسين مظهر الابتسامة: عندما تكون اللثة بارزة بشكل كبير و تغطي جزءًا من الأسنان، قد يشعر المريض بأن ابتسامته غير جذابة. نحت اللثة يُساعد على إظهار طول الأسنان الطبيعي.
- تحقيق تناسق بين الأسنان و اللثة: من خلال تعديل شكل خط اللثة ليكون متساويًا بين الأسنان.
- تجهيز الأسنان لتركيب تاج السن أو القشور التجميلية: أحيانًا يحتاج طبيب الأسنان إلى تعديل شكل اللثة للحصول على نتائج دقيقة في تركيبات الأسنان.
- علاج مشاكل لثوية كامنة: مثل الأنسجة المريضة أو الملتهبة، أو اللثة التي تنمو على الأسنان بسبب أدوية معينة.
أنواع نحت اللثة
تختلف طرق نحت و قص اللثة و تجميل الأسنان بالتالي تتعدد أنواعها، و فيما يلي أنواع قص اللثة المختلفة:
قص اللثة بالجراحة:
تتم هذه العملية بالشكل المعتاد التي تتم به عمليات جراحة الأسنان باستخدام المشرط الذي يسبقه عمليات تخدير تقلل من حدة الألم، تعطي هذه الطريقة نتائج مرضية، لكن قد يصاحبها بعض من حالات نزيف اللثة.
قص اللثة بالليزر:
يعد قص اللثة بالليزر من طرق قص و تجميل اللثة المتداولة أكثر، و ذلك لأنها أقل ألمًا و تعطي نتائج أفضل من حيث شكل اللثة و كذلك في وقت أقل و الأكثر أهمية أنها غير مصاحبة لحالات النزيف، في هذه الطريقة لا يتم استخدام خيوط جراحية بعد عملية القص كما يتم في قص اللثة جراحيًا أي يتم التعافي بعد العملية سريعًا.
أسباب اللجوء لنحت اللثة
هل يوجد حالات معينة تحتاج لعملية نحت اللثة؟ هل تصلح عملية نحت اللثة لجميع الحالات؟ ما هي تلك الحالات التي تحتاج إلي هذا الإجراء المميز في اللثة و هو نحتها؟
كقاعدة عامة فإن النحت كما ذكرنا هو إزالة طبقة من اللثة فسوف نجد أن هذا هو العامل المشترك بين الحالات التالية. من تلك الحالات التي تحتاج إلي نحت اللثة :
- الابتسامة اللثوية (Gummy Smile): يُعتبر من أبرز الأسباب التي تدفع المريض إلى اللجوء لنحت اللثة، حيث تظهر كمية كبيرة من اللثة عند الابتسام، مما يؤثر على مظهر الابتسامة.
- خط اللثة غير المنتظم: في بعض الحالات، يكون هناك عدم تناسق بين خط اللثة و الأسنان، مما يُسبب مظهرًا غير متوازن للابتسامة.
- الأسنان القصيرة ظاهرياً: بسبب تغطية اللثة لجزء كبير من السن، قد يبدو السن أقصر من حجمه الطبيعي.
- فرط نمو اللثة (بسبب الأدوية أو الالتهابات): بعض الأدوية مثل أدوية القلب أو الصرع قد تؤدي إلى فرط نمو أنسجة اللثة، بالإضافة إلى الالتهابات المتكررة.
- تحضير الأسنان للتركيبات: في بعض الأحيان، يحتاج طبيب الاسنان إلى قص اللثة لتهيئة الأسنان لتركيب التيجان أو العدسات.
- عدم تناسق اللثة و مستواها خاصة في الأسنان الأمامية مما يجعل الابتسامة تبدو باهتة و غير متناسقة و نحت اللثة يكون من الحلول الساحرة لاستعادة الابتسامة مرة أخري.
- بعض الأمراض و الأدوية الطبية التي تتكون فيها طبقات زائدة عن الطبيعي من اللثة كأدوية الاكتئاب، الضغط و التشنجات العصبية و غيرها. يكون تأثير هذه العوامل علي اللثة نتيجة لتغيير في عملية تكوين طبقات اللثة و أحياناً لترسبات الأدوية في طبقات اللثة.
- حالات زيادة تكوين اللثة بعد الانتهاء من تقويم الأسنان نتيجة لالتهابات اللثة حول التقويم و يكون وقتها نحت اللثة حلاً مناسباً لتحسين تناسق اللثة حول الأسنان.
- حالات ظهور مساحة أكبر من اللثة عند الابتسامة أو ما يسمي الابتسامة اللثوية و التي قد تحتاج إلي نحت اللثه مع إزالة بعض العظام لتصحيح الابتسامة.
ما هي فوائد عملية نحت اللثة؟
- استعادة مستوي اللثة المثالي حول الأسنان و الذي يؤثر بصورة مباشرة علي صحة اللثة و الابتسامة.
- استعادة الابتسامة المميزة مرة أخري و تحسينها لتتناسب أكثر مع تقاسيم الوجه و شكل الأسنان و حجمها.
- زيادة نضارة و صحة اللثة نتيجة لقلة التراكمات الجيرية المسببة لالتهابات اللثة و رائحة الفم الكريهة.
- إزالة الأنسجة الزائدة من اللثة مما يقلل الترسبات الجيرية و التهابات اللثة مما يساعد علي استعادة صحة اللثة المحيطة بالأسنان.
- استعادة الثقة و التواصل البناء مع الآخرين نتيجة لظهور ابتسامة طبيعية بصورة أفضل مما كانت عليه.
- تحسين مظهر الابتسامة بشكل ملحوظ.
- يساهم في تسهيل تنظيف الأسنان و الوقاية من تسوس الاسنان.
- يمكن استخدامه لتحضير الأسنان لتركيبات الاسنان تجميلية.
- في حالة استخدام الليزر، يكون الشفاء أسرع و النزيف أقل.
ما هي الأضرار الناتجة عن عملية نحت اللثة؟
مثل أي إجراء توجد بعض الأضرار التي قد تحدث بعد نحت اللثة و من هذه الأضرار ما يلي :
- النزيف من اللثة الذي قد يستمر لبضع الوقت و لكنه يزول سريعاً في حالة أنكم لا تعانون من أية مشاكل صحية لها علاقة بسيولة الدم.
- انحسار اللثة بعد نحتها في حالات اللثة ذات الطبيعة الرقيقة.
- الألم و التورم بعد نحت اللثه و لكن مع الالتزام بتعليمات الطبيب و تناول مضادات التورم و المسكنات تزول هذه الأضرار في وقت قصير.
- زيادة الحساسية في الأسنان نظراً لإزالة أنسجة اللثة المحيطة بالأسنان و التي تزول أيضاً مع الوقت.
- تكوين اللثة مرة أخري بعد نحتها لما قبل نحتها خاصة في الحالات الطبية و لذلك يجب فورا التوجه للطبيب قبل الخوض في هذا الإجراء لعلاج المشكلة من جذورها.
- علاج انحسار اللثة: عند وجود انحسار جزئي في بعض المناطق، يمكن إعادة تشكيل اللثة لتحقيق التوازن بين الأسنان و اللثة.
- في بعض الحالات قد يكون هناك ألم بسيط بعد الإجراء.
- احتمال حدوث تورم أو نزيف طفيف.
- يحتاج المريض إلى الالتزام الكامل بالتعليمات لضمان الشفاء.
- قد لا تكون النتائج فورية في حالات الالتهاب أو التورم المؤقت.
أحدث تقنيات نحت اللثة
نحت اللثة لم يعد إجراءً جراحيًا تقليديًا كما في السابق، بل تطورت تقنياته بشكل كبير مع دخول التكنولوجيا الحديثة إلى مجال طب الفم و الأسنان، مما سمح بنتائج أكثر دقة، و تعافي أسرع، و تقليل كبير في الألم و المضاعفات.
1- النحت بالليزر:
واحدة من أكثر التقنيات شيوعًا و حداثة في نحت اللثة هي تقنية الليزر. حيث يستخدم الأطباء أنظمة متقدمة مثل ليزر ثاني أكسيد الكربون أو ليزر الديود لقص الأنسجة اللثوية الزائدة أو غير المتناسقة بدقة شديدة، دون الإضرار بالأنسجة السليمة.
يُعتبر الليزر مثاليًا لعلاج الابتسامة اللثوية، أو تسوية اللثة حول الأسنان الأمامية قبل عمليات تجميلية مثل الفينير أو التيجان. كما أن الليزر يقلل من احتمالية حدوث نزيف أو التهابات، و يختصر وقت الشفاء إلى حد كبير، و هو ما يجعله خيارًا مفضلاً في العديد من العيادات المتقدمة.
2- النحت الجراحي التقليدي:
رغم تطور تقنيات نحت اللثة الحديثة، لا يزال النحت الجراحي التقليدي يُستخدم في بعض الحالات، خاصة عندما تكون التعديلات المطلوبة كبيرة أو في بيئات لا تتوفر فيها التقنيات المتقدمة. في هذا النوع من العلاج، يقوم طبيب الأسنان باستخدام مشرط جراحي لإزالة الأنسجة اللثوية الزائدة و تشكيل خط اللثة يدويًا.
و رغم أن هذه الطريقة فعّالة، إلا أنها غالبًا ما تكون مصحوبة بنزيف أكبر، و تحتاج لفترة تعافي أطول، كما قد تتطلب خياطة الجروح و استخدام مضادات حيوية و مضادات للالتهاب بعد الإجراء. و مع ذلك، تظل خيارًا علاجيًا موثوقًا في يد طبيب أسنان متمرس.
3- النحت بالموجات فوق الصوتية:
برزت تقنية النحت بالموجات فوق الصوتية (Ultrasonic Gingivoplasty) كخيار أكثر دقة و لطفًا. تستخدم هذه التقنية جهازًا يصدر اهتزازات عالية التردد تعمل على إزالة الأنسجة الزائدة دون إحداث حرارة مفرطة أو أضرار بالأنسجة المحيطة.
ما يميز هذه الطريقة هو قدرتها على توفير تحكم كبير في تحديد مقدار الأنسجة التي يجب إزالتها، مع تقليل الإحساس بعدم الراحة بعد الإجراء، و هو ما يجعلها خيارًا مناسبًا للحالات التي تتطلب دقة متناهية و تدخلًا غير جراحي نسبيًا.
4- النحت الكهربائي:
من التقنيات الحديثة أيضًا تقنية النحت الكهربي، و التي تعتمد على استخدام تيارات كهربائية منخفضة لقص أنسجة اللثة. و رغم أنها قد لا تكون متطورة مثل الليزر، إلا أنها فعّالة في بعض الحالات، خصوصًا عند التعامل مع اللثة المتضخمة. و لكن بالمقارنة، قد تكون فترة الشفاء أبطأ نسبيًا، و قد يشعر المريض بإحساس بالحرارة أثناء الإجراء.
5- استخدام البلازما الغنية بالصفائح الدموية (PRP):
من التقنيات المساندة التي زاد استخدامها مؤخرًا في مجال تجميل اللثة هي البلازما الغنية بالصفائح الدموية (PRP). تُستخلص البلازما من دم المريض نفسه، وتُحقن في منطقة الجراحة بعد نحت اللثة لتحفيز التئام الأنسجة و تعزيز تجدد الخلايا و تقليل الالتهاب.
استخدام PRP بعد النحت، سواء كان جراحيًا أو باستخدام الليزر، يساعد في تسريع الشفاء و يقلل من خطر المضاعفات، كما يعزز من نتائج الإجراء التجميلية و يمنح المريض شعورًا براحة أكبر خلال فترة التعافي. و تُعد هذه التقنية مثالًا على الدمج بين طب الأسنان التجميلي و طب التجدد البيولوجي الحديث.
ما هي الإجراءات المتبعة في عملية نحت اللثة؟
نحت اللثة يقوم بها طبيب أسنان مختصص في اللثة و جراحاتها. تبدأ عملية نحت اللثة بأخذ بعض البيانات المهمة مثل التاريخ المرضي، بعض المقاسات للثة و باستخدام التقنيات الحديثة يتم تصميم أداة مخصصة للمساعدة في تحديد ما يجب قصه من اللثة و كذلك يمكنكم رؤية النتائج النهائية قبل البدأ مستقبلاً في خطة العلاج.
يوم العملية و بعد الاتفاق علي تفاصيلها يقوم الطبيب المتخصص باعطاء التخدير الموضعي بعض نقاط البنج الطبي حول المنطقة المراد ازالتها من اللثة باستخدام أدوات طبية دقيقة مثل المشرط الطبي أو جهاز الليزر و قد يحتاج لإزالة بعض العظام حول اللثة.
عند الانتهاء من عملية نحت اللثه يقوم طبيب الأسنان المعالج بثتبيت ضمادة حول منطقة اللثة للمساعدة علي ألتام الجرح سريعاً، قد تشعرون ببعض الألم، التورم و النزيف و لكن سرعان ما تزول هذه الأعراض.
خطوات الإجراء
المرحلة التحضيرية:
- يقوم طبيب الاسنان بفحص شامل للفم و الأسنان.
- يتم تحديد المنطقة المراد نحتها.
- يُستخدم التخدير الموضعي لتقليل الشعور بالألم أثناء العملية.
مرحلة التنفيذ:
- يتم استخدام التقنية المناسبة حسب الحالة (ليزر – جراحة – موجات فوق صوتية).
- يُقص النسيج الزائد بدقة، مع الحفاظ على التوازن الجمالي للأسنان و اللثة.
مرحلة التعافي:
- قد يشعر المريض ببعض الانزعاج أو التورم في الأيام الأولى.
- يتم وصف أدوية مسكنة و مضادة للالتهابات.
- يُنصح بالالتزام بتعليمات الطبيب بدقة.
ما هي نصائح بعد عملية نحت اللثة؟
يجب عليكم اتباع النصائح التالية لضمان نجاح العملية و من هذه النصائح :
- عدم تلويث مكان الجراحة باستخدام غسول الأسنان الطبي بكثرة أو لمس مكان الجرح باللسان أو محاولة نزع الضمادة المثبتة في المنطقة. في حالة الشعور بالألم جربوا استخدام المحلول الملحي للتقليل من النزيف في الأيام التالية و عند النزيف المستمر يجب عليكم التواصل مع طبيب الأسنان المعالج لمتابعة عملية التأم اللثة بعد الجراحة.
- تجنب التدخين و تناول المشروبات الساخنة.
- العناية بصحة الفم و اللثة مع غسيلهما بفرشاة اسنان ناعمة بعد تمام التعافي من نحت اللثه.
- الامتناع عن تناول الأطعمة القاسية حتي لا تتضرر منطقة اللثة المنحوتة.
- تناول الأطعمة اللينة في الأيام الأولى.
- تجنب المأكولات الحارة أو الحامضة.
- تجنب تناول الأدوية دون استشارة الطبيب.
- لا يجب فرك اللثة أثناء التنظيف.
- في حالة وجود نزيف غير طبيعي أو ألم شديد، يجب مراجعة طبيب الاسنان فورًا.
الخاتمة
نحت اللثة هو إجراء فعال يمكنه أن يُحدث فارقًا جذريًا في مظهر الابتسامة و جودة الحياة. سواء كنت تعاني من الابتسامة اللثوية، أو لديك مشاكل في خط اللثة، أو ترغب فقط في تحسين التناسق بين الأسنان و اللثة، فإن نحت اللثة هو الخيار الأمثل. و لتحقيق نتائج مثالية، ننصحك دائمًا باستشارة طبيب الأسنان المختص و الالتزام بتعليماته بعد العملية.
استعد ابتسامتك بثقة… ابدأ أولى خطواتك معنا في مركز وندرز لعلاج الأسنان. احجز استشارتك الآن.







