في عالم الطب الحديث، تعتبر زراعة الأسنان التقنية التي تحدث ثورة في حياة الكثيرين، خاصة الذين يعانون من تأكل عظمي في الفكين و تحديات صحية متعددة، يواجه العديد من المرضى الذين يعانون من نقص شديد في عظام الفك العلوي و السفلي صعوبات في الحصول على حلول تقليدية لتعويض الأسنان، مما يؤثر بشكل كبير على جودة حياتهم اليومية و صحتهم العامة.
في هذا السياق، نلتقي بحالة مريضتنا التي تعانت لسنوات من مشاكل صحية و نفسية بسبب تأكل عظام الفك، مما استدعى إجراءا جراحيا متقدما باستخدام تقنيات زراعة الزيجوما و التيرجويد.
هذه التقنيات الحديثة لم تجلب فقط الراحة للمريضة، بل أعادت للمريضة الابتسامة و الثقة بالنفس التي فقدتها بفضل مظهرها و حالتها الصحية.
في هذا المقال، سنستعرض تفاصيل الحالة، العملية الجراحية المعقدة، و النتائج المذهلة التي حققتها زراعة الزيجوما و التيرجويد، مما يبرز كيف يمكن للتكنولوجيا الطبية الحديثة في مجال زراعة الأسنان من تحويل حياة المرضى و إعادة إليهم فرصة الحياة بكامل سعادتها.
تعريف بالحالة
مريضتنا العزيزة التي لها معزة خاصة في قلوب مركز وندرز لطب و زراعة الأسنان كانت تعاني من عدم وجود اسنان في الفكين لفترة طويلة ، مما جعلها ترتدي طقم أسنان لفترة طويلة جدا و هذا الذي اثر على عظام الفكين بالاضافة الى عامل العمر فاصبح لديها تأكل شديد في عظام الفكين.
بالإضافة إلى ذلك، كانت تعاني من مشكلة في العصب السابع (Facial Palsy)، مما أثر على حركة عضلات الوجه في الجهة اليسرى و جعلها تجد صعوبة في الابتسام بالاضافة الى وجود مشاكل في المفصل الفكي الصدغي.
هذه المشاكل الصحية و النفسية كانت تؤثر بشكل كبير على حياتها اليومية، حيث كانت تعاني من صداع نصفي وأرق شديد بسبب هذه المشاكل في الفكين، تابع معنا الحالة في بقية المقالة لن تصدق كيف امكننا حل هذه المشكلات بزراعة الزيجوما.
التشخيص و الحل المقترح
بعد إجراء الأشعة المقطعية، تبين أن سمك العظام في المنطقة الأمامية لا يتعدى 2 ملم و في المنطقة الخلفية لا يتعدى 1.5 ملم كما هو مبين في الصورة التي بالأسفل.

المريضة قبل زيارتها لنا كانت قد استشارت أطباء في إحدى البلدان العربية، و نصحوها بزراعة العظم في الفكين قبل زراعة الأسنان. عند مجيئها إلى الدكتور أحمد سعيد في مركز وندرز لعلاج الأسنان، تم اقتراح زراعة زيجوما مع زراعة التيرجويد و في الفك السفلي تطعيم العظام بالاضافة الى زراعة الأسنان، مع إمكانية تركيب الأسنان مباشرة خلال ثلاثة أشهر و اقتنعت بفكرتنا بعد ما شاهدت العديد من حالتنا الناجحة في زراعة الزيجوما و كيف أثر ذلك على حياة مرضانا بعد العلاج.
المشاكل التي كانت تعاني منها المريضة
- تأكل عظمي شديد: نقص حاد في عظام الفك العلوي و السفلي.
- Facial Palsy (شلل العصب السابع): مشكلة عضوية تؤثر على حركة عضلات الوجه و صعوبة في الابتسام.
- الصداع النصفي و الأرق: ناجم عن الطقم و مشاكل المفصلى الفكي الصدغي بسبب عدم وجود عظام كافية في الفكيم و المشاكل المرتبطة به.
- مشاكل في مفصل الفك: تأثير على الحركة و الوظيفة الطبيعية للفك.
- مظهر الطقم و عدم الرضا عن الابتسامة و الشكل العام للوجه.

ما هي زراعة الزيجوما؟
زراعة الزيجوما هي تقنية متقدمة في زراعة الأسنان تهدف إلى تعويض نقص العظام في الفك العلوي، تعتمد هذه التقنية على تثبيت الغرسات في عظام الوجنة (Zygomatic Bone) بدلا من عظام الفك.
تعتبر هذه العملية مناسبة للأشخاص الذين يعانون من نقص شديد في عظام الفك العلوي، حيث تتيح لهم الحصول على أسنان ثابتة دون الحاجة إلى زراعة عظام إضافية.
ما هي زراعة التيرجويد؟
زراعة التيرجويد هي تقنية أخرى في زراعة الأسنان تستهدف المنطقة الخلفية من الفك العلوي، يتم تثبيت الغرسات في عظام التيرجويد (المرتكزة خلف الفك العلوي). هذه التقنية مفيدة في حالات نقص العظام في المنطقة الخلفية من الفك العلوي، و تتيح تثبيت الغرسات بشكل مستقر و قوي.
لماذا تعتبر عملية زراعة الزيجوما معقدة؟
عملية زراعة الزيجوما تعتبر معقدة لعدة أسباب:
- الموقع الحساس للغرسات: تثبيت الغرسات في عظام الوجنة يتطلب دقة عالية و خبرة كبيرة، حيث تقع العظام الزيجوماتية بالقرب من مناطق حساسة مثل الجيوب الأنفية و الأعصاب الوجهية.
- نقص العظام: المرضى الذين يحتاجون زراعة الزيجوما غالبا ما يكون لديهم نقص شديد في عظام الفك العلوي، مما يجعل العملية أكثر تحديا.
- التقنيات المتقدمة: العملية تتطلب استخدام تقنيات و أدوات متقدمة، بالإضافة إلى خبرة جراحية كبيرة للتعامل مع تعقيدات الحالة و ضمان تثبيت الغرسات بشكل صحيح.
ما هي الحالات التي يكون فيها زراعة الزيجوما الخيار الأخير؟
زراعة الزيجوما تعتبر الخيار الأخير عندما تكون الحلول الأخرى غير مجدية أو غير ممكنة. تتضمن هذه الحالات:
- نقص حاد في عظام الفك العلوي: حيث لا يمكن زراعة الأسنان التقليدية بسبب عدم كفاية عظام الفك لدعم الغرسات.
- فشل زراعة العظام السابقة: إذا لم تنجح عمليات زراعة العظام في توفير قاعدة كافية للغرسات التقليدية.
- حالات الطوارئ: حيث تكون هناك حاجة ماسة إلى استعادة الوظائف الفموية بسرعة و دون تأخير.
- رفض المريض لعمليات زراعة العظام: بعض المرضى قد يفضلون تجنب عمليات زراعة العظام المعقدة و المطولة.
ما هي تركيبات التيتانيوم و ما هو شاسيه التيتانيوم؟
تركيبات التيتانيوم: هي نوع من تركيبات الأسنان تستخدم فيها مادة التيتانيوم لتصنيع الجزء الداعم للأسنان الصناعية ، التيتانيوم مادة خفيفة الوزن و قوية، تتميز بأنها غير قابلة للتآكل و متوافقة حيوياً مع أنسجة الجسم و مناسبة جدا في حالات زراعة الزيجوما حتى لا يتم تحميل وزن او ضغط زائد على الزرعات.
شاسيه التيتانيوم: هو الهيكل الداعم الذي يتم تركيب الأسنان الصناعية عليه. يتكون من إطار خفيف الوزن و قوي يضمن استقرار و ثبات الأسنان الصناعية. يتم تغطية الشاسيه بمواد أخرى تشبه مظهر اللثة الطبيعية، مما يضمن مظهرا جماليا و طبيعيا.
شاهد صورة شاسيه التايتنيوم


النتائج المذهلة
بعد ثلاثة أشهر من العملية، كانت النتائج أكثر من ممتازة فقد قمنا بوضع زراعة الزيجوما و التيرجويد في الفك العلوي بالاضافة الى تطعيم عظمي في الفك السفلي مع 4 زراعات كما هو موضح في الاشعة بعد العلاج.

تم حل جميع مشاكل المريضة الصحية و النفسية بفضل زراعة الزيجوما و تركيبات التيتانيوم المعروفة باسم “الترونتو بريدج”، تحسن مظهر وجه المريضة و ابتسامتها بشكل كبير، مما أعاد لها الثقة بالنفس و خلصها من الأرق المزمن و الصداع النصفي و مشاكل الفك.
هذه العملية المعقدة، التي تتطلب مهارة عالية، نجحت في تغيير حياة المريضة بشكل جذري و إيجابي. إنها ليست مجرد عملية طبية، بل رحلة نحو استعادة الحياة الطبيعية و الراحة النفسية و الجسدية.



