رغم أن تقويم الأسنان يُعد من العلاجات الفعالة للحصول على ابتسامة صحية و متناسقة، إلا أن نسبة كبيرة من المرضى تشعر بالقلق قبل تركيب تقويم الأسنان. وفقًا للإحصائيات، 30% من المرضى يؤجلون بدء تقويم الأسنان بسبب مخاوف متعلقة بالألم، المظهر، أو أضرار محتملة على صحة الفم. لكن هل هذه المخاوف في محلها؟ في هذا المقال سنتناول بالتفصيل أضرار تقويم الأسنان، و كيف يمكن تجنبها من خلال التوجيه الصحيح و الرعاية الجيدة.
اضرار تقويم الأسنان الشائعة
آلام الضغط على الأسنان:
بعد تركيب تقويم الأسنان، يشعر معظم المرضى بألم أو ضغط على الأسنان، خاصة في الأيام الأولى من كل جلسة شد. هذه الآلام تستمر عادة من 3 إلى 5 أيام، و يمكن التحكم بها باستخدام مسكنات الألم التي يصفها دكتور تقويم الأسنان. الألم جزء طبيعي من عملية تحريك الأسنان و ليس مؤشرًا على مشكلة خطيرة.
صعوبة الأكل و النظافة:
في بداية وضع تقويم الأسنان، يعاني البعض من صعوبة في تناول الطعام أو تنظيف الأسنان بشكل صحيح. الأطعمة الصلبة و اللزجة قد تعلق بين الأسلاك مما يزيد من خطر تسوس الأسنان. لذلك يُنصح باستخدام فرشاة أسنان خاصة لتقويم الأسنان، و خيط أسنان طبي مخصص يُساعد في تنظيف المساحات الضيقة بين الأسنان و الأسلاك.
التقرحات بسبب الأسلاك:
الأسلاك المعدنية قد تحتك باللثة أو الشفاه مسببة تقرحات فموية مزعجة، خصوصًا في الأسابيع الأولى من العلاج. استخدام الشمع الطبي الخاص بالتقويم يمكن أن يقلل من هذه التهيجات ويمنح الأنسجة فرصة للشفاء.
أضرار حسب نوع تقويم الأسنان
1- التقويم المعدني الثابت:
تقويم الأسنان المعدني الثابت هو الشكل التقليدي الأكثر استخدامًا لتقويم الأسنان، و يُعد فعالًا في الحالات المعقدة. لكنه يُعتبر الأكثر وضوحًا من الناحية الجمالية، كما قد يؤدي إلى تهيج في باطن الشفاه و الخدود بسبب احتكاك الحاصرات المعدنية. من أبرز أضراره أيضًا أن تراكم بقايا الطعام حول الحاصرات يزيد خطر تسوس الأسنان و التهاب اللثة، خاصة إذا لم تُستخدم أدوات تنظيف مخصصة بشكل يومي.
2- تقويم السيراميك:
تقويم الأسنان السيراميك يتميز بلونه القريب من لون الأسنان، مما يجعله أقل وضوحًا من المعدني. و مع ذلك، فإن السيراميك أكثر هشاشة و قد يتعرض للكسر أو التشقق بسهولة في حال تناول الأطعمة الصلبة. كما أن الحاصرات قد تتغير ألوانها مع مرور الوقت، خاصة عند الإكثار من المشروبات الملونة مثل القهوة و الشاي، و ذلك بسبب ضعف مقاومتها للتصبغ مقارنة بالتيتانيوم.
3- التقويم الشفاف:
تقويم الأسنان الشفاف من الحلول الحديثة ذات الطابع الجمالي، حيث يمكن إزالته أثناء تناول الطعام أو تنظيف الأسنان، مما يقلل من مشكلات النظافة المرتبطة بالتقويم التقليدي. لكنه يتطلب انضباطًا عاليًا؛ إذ يجب ارتداؤه ما لا يقل عن 20 إلى 22 ساعة يوميًا لضمان فعالية العلاج. بعض المرضى قد يعانون من جفاف الفم أو زيادة إفراز اللعاب، بالإضافة إلى احتمالية عدم ملاءمة التقويم للفكين بشكل جيد إذا لم يُبدَّل وفق الجدول الزمني.
4- التقويم الخزفي:
تقويم الأسنان الخزفي مشابه في الشكل للسيراميك لكنه أكثر صلابة و أقل عُرضة للتصبغ. إلا أنه قد يُسبب احتكاكًا واضحًا باللثة و الأنسجة الداخلية للفم، مما يؤدي إلى تقرحات مؤلمة لدى بعض المرضى، خاصة عند بداية العلاج أو بعد جلسات الشد.
5- التقويم الداخلي اللساني:
تقويم الأسنان اللساني يثبت هذا النوع خلف الأسنان من الجهة الداخلية (اللسانية)، لذا فهو غير ظاهر تمامًا. و رغم مميزاته الجمالية، إلا أنه يُسبب صعوبة في التحدث في بداية العلاج، مع احتمال حدوث تهيج متكرر في اللسان، و قد يكون تنظيفه أكثر صعوبة نظرًا لموقعه الخفي، مما يزيد من خطر الالتهابات أو تراكم البلاك.
6- التقويم المعدني المتحرك:
تقيوم الأسنان المعدني المتحرك يُستخدم غالبًا للأطفال أو في حالات خفيفة نسبيًا. و رغم سهولة إزالته، إلا أن فعاليته تعتمد بشكل أساسي على مدى التزام المريض بارتدائه لساعات طويلة. عدم الالتزام يُؤدي إلى فشل في تحريك الأسنان بشكل صحيح، كما قد يتسبب في ضغط غير متساوٍ على الفكين يؤدي إلى ألم أو عدم راحة مستمرة.
أضرار نادرة لكن خطيرة
- تآكل جذور الأسنان: في بعض الحالات، قد يؤدي الضغط المستمر الناتج عن تركيب تقويم الأسنان إلى تآكل جذور الأسنان، مما يؤثر على ثباتها. هذا التآكل يكون تدريجيًا و يُراقَب عبر صور الأشعة الدورية.
- فشل في تعديل العضة: إذا لم يتم التخطيط جيدًا للحالة، قد يفشل التقويم في تحقيق الإطباق الصحيح بين الأسنان العلوية و السفلية، ما يؤدي إلى مشكلات في المضغ أو التحدث. هذا الخلل غالبًا ما ينتج عن وضع التقويم بشكل خاطئ أو غياب المتابعة المنتظمة.
- الحساسية من المعادن: بعض المرضى يُعانون من حساسية تجاه المعادن المستخدمة في تقويم الأسنان، خصوصًا النيكل. في هذه الحالات يُفضل استخدام التقويم الشفاف أو أنواع خاصة من التقويم بدون معدن.
نصائح لتقليل أضرار تقويم الأسنان
اختيار الطبيب المناسب:
الخطوة الأهم لتجنب أضرار تقويم الأسنان هي اختيار طبيب أسنان متخصص في تقويم الأسنان. يُفضل أن يكون لديه خبرة مثبتة، شهادات معتمدة، و تقييمات جيدة من المرضى السابقين.
أدوات العناية اليومية:
استخدام أدوات مخصصة مثل خيط الأسنان الخاص بالتقويم، و غسول الفم المطهر، يساعد في الحفاظ على نظافة الفم و تقليل تراكم البلاك و البكتيريا.
الوجبات الممنوعة أثناء التقويم:
تجنب تناول المكسرات، العلكة، الكراميل، و المواد القاسية التي قد تُتلف الأسلاك أو تُكسر الحاصرات. كذلك، تجنب المشروبات الغازية التي قد تُضعف طبقة المينا و تزيد خطر تسوس الأسنان.
الخاتمة
رغم وجود بعض الأضرار الجانبية لتقويم الأسنان، إلا أن معظمها يمكن تجنبه أو السيطرة عليه عند التعامل مع طبيب مختص و اتباع التعليمات بدقة. لا تجعل هذه المخاوف تمنعك من علاج الأسنان المعوجة أو الحصول على الأسنان بشكل منتظم و صحي.
